ذكر تقرير حقوقي أن آلاف السوريين اختفوا في سجون سرية حيث شمل التعذيب المتنوع الأصناف الأطفالَ إلى جانب الكبار خلال العام الماضي، مرجحا أن يكون العديد منهم قد قضوا نحبهم.
وتنقل صحيفة صنداي تايمز عن آنا نيزات من منظمة هيومان رايتس ووتش قولها إن “مستوى التعذيب لا يمكن مقارنته بأي صراع عملت فيه”، مضيفة أن “ثمة عددا غير متناسب من الأطفال الذين يجدون أنفسهم محاصرين في هذا النظام حيث يعذبون جنبا إلى جنب مع الكبار ويخضعون لتعذيب وحشي من قبل المحققين الذين يعتقدون أن الأطفال قد ينهارون بسرعة ويقدمون أسماء لهم”.
وأكدت نيزات أن عشرات الآلاف من السوريين احتجزوا في السجون منذ بدء الاحتجاجات ضد النظام في مارس/آذار العام الماضي، وقد واجه 99.9% منهم مختلف صنوف التعذيب، ولم يستثن منهم الأطفال.
وتشير الصحيفة إلى أن تقرير هيومان رايتش ووتش يخضع الآن للصياغة في وقت يُصعد فيه نظام الرئيس بشار الأسد هجماته على المحتجين قبيل انتهاء مهلة الأمم المتحدة التي تقضي بوقف إطلاق النار يوم الثلاثاء المقبل.
وتلفت النظر إلى أن النظام كثف من هجماته منذ الاتفاق في السابع والعشرين من الشهر الجاري بشأن المهلة الأممية، ولا سيما أن 74 مدنيا سقطوا يوم أمس وحده، وفقا لناشطين في المعارضة السورية.
تفاصيل التقرير
ووفقا للتقرير الذي يخرج للعلن هذا الشهر، فإن “الأطفال احتجزوا في نفس المرافق والظروف التي عاشها الكبار، وتعرضوا لضرب وحشي ولمختلف أشكال الإساءة التي تعرض لها الكبار”.
ويستعرض التقرير قصة حسام (13 عاما) الذي احتجز مع أحد أقربائه في نفس العمر أثناء توجههما للمدرسة في مايو/أيار الماضي، حيث تم القبض عليهما عند نقطة تفتيش وتعصيب أعينهما وضربهما من قبل الجنود لنقلهم إلى منشأة عسكرية.
ويقول حسام -الذي فر إلى شمال لبنان- إن الزنزانة التي كانت تضم إلى جانبهما نحو خمسين من الكبار- صغيرة جدا ورائحتها نتنة وتعج بالحشرات والفئران، مشيرا إلى أنه تعرض للتعذيب بالصعق الكهربائي.
ويشير التقرير الذي أعدته هيومان راتيس ووتش إثر مقابلات أجرتها مع مئات الناجين والمنشقين عن الأجهزة الأمنية، إلى أن واحدا من كل خمسة معتقلين كان من القاصرين.
ويقول محمد (16 عاما) من دوما القريبة من العاصمة دمشق، إنه تعرض للتعذيب بالصدمات الكهربائية والضرب بالسياط بعد اعتقاله على أيدي مخابرات القوة الجوية في يناير/كانون الثاني، وبقي في الحجز حتى مطلع مارس/آذار الماضي.