نفى الأردن بشدة الأنباء التي تحدثت عن نقل أسلحة سعودية بغرض تسليح الجيش السوري الحر عبر أراضيه.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية السبت عن مصدر دبلوماسي عربي أن معدات عسكرية سعودية تحركت للأردن لتسليح الجيش السوري الحر. وقالت الوكالة إن المصدر الدبلوماسي الذي اشترط عدم الكشف عنه أكد أن تفاصيل عملية نقل السلاح السعودي “ستعلن لاحقا”.
وربط خبر الوكالة الفرنسية بين نقل المعدات العسكرية السعودية والمحادثات التي جرت الأربعاء الماضي في الرياض بين العاهلين السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والأردني عبد الله الثاني وتناولت “تطورات الأزمة السورية”.
لكن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة راكان المجالي نفى للجزيرة نت ما ورد في خبر الوكالة الفرنسية.
وقال “الأردن ينفي ما ورد في الخبر بخصوصه ولا علم للأردن بكل ما ورد في الخبر”. وأضاف أن الأردن “يتمنى السلام لسوريا والأمن للشعب السوري”، مؤكدا على موقف الأردن من رفض التدخل بالشأن الداخلي لسوريا.
علاقة حساسة
وأكد المجالي للجزيرة نت أن علاقة الأردن بسوريا “حساسة جدا”، مشيرا إلى وجود تداخل سكاني وجالية أردنية كبيرة في سوريا إضافة لكون سوريا هي ممر الأردن نحو تركيا وأوروبا الشرقية.
ورغم سماح الأردن للنشاطات المناوئة للنظام السوري التي تنفذها الجالية السورية في الأردن والهيئة الأردنية للشعب السوري، إضافة لسماحه لأكثر من 80 ألف سوري منهم نحو 30 ألف لاجئ بالاستقرار في أراضيه أظهرت عمان تضييقا على نشاط المعارضين السوريين المناوئ للنظام السوري مؤخرا.
واعتقلت أجهزة الأمن الأردنية معارضين سوريين لفترات محدودة، كما استدعت المخابرات آخرين من بينهم قيادات بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، كما منعت معارضين خاصة من أعضاء المجلس الوطني السوري من أي نشاطات إعلامية انطلاقا من عمان، وإن كان الأردن لا يزال يسمح لكثير من المعارضين بالإقامة أو المرور عبره.
واشتكت الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري الخميس الماضي من منع الجهات الأمنية من إقامة خيمة للاحتفال بمرور عام على انطلاق الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وصرح الناطق باسم الهيئة الدكتور موسى برهومة السبت أن الحاكم الإداري في لواء ماركا وسط عمان هدد بإزالة خيمة أقامتها الهيئة لإقامة نشاطات تضامنية مع الشعب السوري.
ويتحدث سياسيون ومراقبون عن ارتباك بين مؤسسات صناعة القرار في الأردن تجاه التعامل مع الوضع السوري.
ويؤكد مراقبون ومحللون لمواقف القصر الملكي والحكومة والمخابرات والجيش الأردني أن ما يلخص الارتباك الأردني هو أن عمان لا تستطيع تقدير ما يمكن أن تستيقظ عليه في اليوم التالي لسقوط نظام الأسد.
ففي العلن يبدو الأردن متخوفا من اندلاع حرب أهلية في سوريا، لكن مراقبين يشيرون إلى خوف مؤسسات القرار من “هلال إخواني” يمتد من تونس حتى سوريا مما قد يمنح إسلاميي الأردن دفعة كبيرة ويدفعهم لرفع سقف مطالبهم السياسية التي لا تزال تنحصر في “إصلاح النظام الملكي”.