قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 88 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن أمس السبت في مناطق مختلفة من سوريا، فيما أكد الجيش السوري الحر أنه قتل 135 جنديا من الجيش النظامي قرب دمشق، وتحدث ناشطون عن تعزيز تواجد الجيش السوري بدير الزور من خلال نشر مزيد من الدبابات في المدينة.
وأوضحت الهيئة أن من بين قتلى أمس 47 جنديا سقطوا برصاص قوات الأمن لدى محاولتهم الانشقاق عن الجيش النظامي في مطار أبو الظهور العسكري بإدلب، كما قتل ثلاثة أشخاص في انفجار لغم بالمنطقة، وفي درعا لقي سبعة أشخاص مصرعهم بينهم واحد تحت التعذيب وعسكريون منشقون بينهم ضابط برتبة ملازم، وقتل 13 شخصا بينهم ثلاثة جنود منشقين في ريف دمشق، بينما سقط قتيلان بدير الزور وآخر في حلب.
وأشارت إلى أن حماة أحصت ستة قتلى أمس، فيما قتل ستة آخرون من بينهم ثلاثة أشخاص قضوا ذبحا بينهم فتاة في حمص التي تعرضت لقصف جديد ومنعت عنها لليوم الثاني مساعدات الصليب الأحمر الموجهة إلى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل لعدة أسابيع دون طعام أو وقود.
انتشار الدبابات:
وأكدت الهيئة أن القصف العشوائي تجدد على بلدة الأتارب في ريف حلب التي شهدت إطلاق نار كثيف من قوات الأمن والجيش باستخدام الرشاشات الثقيلة عند مديرية المنطقة باتجاه المنازل، بينما تعرض حي كرم الزيتون في حمص لقصف عنيف وإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن المدعومة بالشبيحة الذين حاولوا اقتحام الحي من جهة جامع الأنصار.
وفي ريف حماة استهدف قصف مدفعي عدة بلدات في الريف الغربي، من بينها بريدج واللطامنة وكرناز التي أدى سقوط قذيفة على الحي الشرقي بها إلى إصابة عدد من المواطنين من بينهم 10 أطفال. وأكد ناشطون أن دبابات الجيش النظامي السوري اقتحمت أريحا بمحافظة إدلب بعد قصف عنيف للمدينة.
وقال ناشطون إن دبابات تابعة للجيش السوري نشرت في مدينة دير الزور أمس السبت لدعم القوات الموالية للرئيس بشار الأسد التي تعرضت لهجوم من المعارضين بعد مقتل ثلاثة متظاهرين.
وقال أحد الناشطين واسمه أبو عبد الرحمن لرويترز من دير الزور إن دبابات روسية قديمة من طراز تي 54 وعربات مدرعة اتخذت مواقع عند الميادين الرئيسة للمدينة، وأوضح أنه يوجد الآن ألوية للجيش السوري الحر تعمل في دير الزور، وأن كميات أكبر من السلاح تتدفق من العراق، ولكن المعارضين ما زالوا يفتقدون التنظيم.
واقتحمت الدبابات المدينة في أغسطس/آب لإخماد احتجاجات ضخمة في الشوارع كانت تطالب بتنحي الأسد وظلت منذ ذلك الحين على أطراف المدينة، وتقول مصادر المعارضة إنه تم تسليح وتنظيم مقاتلي الجيش السوري الحر في دير الزور في الشهرين الماضيين، في الوقت الذي كانت فيه القوات الموالية للأسد تركز على محاولة إخماد الثورة في مدينة حمص والمناطق الريفية المحيطة بها.
وأكدت الهيئة العامة أن النظام السوري صعد في الأسابيع الأخيرة حملة الاعتقالات التي تركزت بشكل كبير على محافظة درعا التي شهدت أغلب مدنها وقراها العشرات من حالات الاعتقال خاصة مدينة بصر الحرير التي اعتقل العشرات من ناشطيها بالإضافه إلى مدينة الجيزة.
وأوضحت الهيئة أنها أحصت ما لا يقل عن 4000 معتقل في أقل من أسبوع واحد في مختلف المحافظات السورية، وأشارت إلى أن أغلبهم اعتقل اعتقالا تعسفيا ودون أي مذكرة قانونية، كما أن العديد منهم يجهل مكان وجهة اعتقالهم.
اشتباكات
من جهة أخرى شهدت عدة مناطق اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر أسفرت عن مقتل العشرات من الجيش النظامي في منطقة منين بريف دمشق، وسبعة في جبل الزاوية، حسب ما أورده الجيش السوري الحر.
وقال قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد -في حديث هاتفي مع الجزيرة من الحدود التركية السورية- إن عناصر الجيش الحر هاجموا في وقت مبكر من صباح أمس السبت وحدات من الجيش النظامي في منطقة منين بريف دمشق وقتلوا أكثر من 135 جنديا واستولوا على مستودعات للأسلحة والذخيرة، وتمكنوا من نقل أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى منطقة آمنة.
وامتدت الاشتباكات بين الطرفين لتصل إلى دير الزور، وأحياء في محافظة حماة وريفها، وخربة غزالة في درعا، فيما انسحبت قوات الجيش النظامي من مدينة الحراك في درعا.
وفي سياق متصل أعلن الجيش السوري الحر في بيان له تشكيل مجلس قيادي مشترك بينه وبين هيئة حماية المدنيين ينضوي تحت قيادة عامة برئاسة قائد الجيش الحر. وقال البيان إن القوة العسكرية والمقاومة الشعبية المنظمة هما الوسيلة للتحرر من نظام الرئيس بشار الأسد، والمحافظة على أمن البلاد، وحقن دماء السوريين، وتجاوز أي فوضى محتملة بعد سقوط النظام.
وفي هذه الأثناء تواصلت حملة الانشقاقات من الجيش النظامي، وأظهرت صور بثها ناشطون على شبكة الإنترنت انشقاق قائد سرية الهاون في الفرقة الرابعة عشرة الرائد المظلي أنس عبد الرحمن علو رفقة مجموعة أخرى من صف الضباط، وقال الرائد المظلي إنه انشق عن الجيش النظامي بسبب ما وصفه بزج القوات الخاصة في مواجهة الشعب السوري الأعزل، معلنا انضمامه إلى الجيش السوري الحر.